نبذة عن الكتاب

في الرَّبيع، تيبازه تسكنها الآلهة، والآلهة تتكلَّم بحديث الشَّمس ورائحة الأفسنتين، والبحر المُدْرع بالفضَّة، والسَّماء الزَّرقاء القائظة، والخرائب المُلْتَحِفَة بالأزهار، والنُّور الَّذي يتدفَّق تدفُّقًا عظيمًا بين أكوام الحجارة . في أوقات معيَّنة، يكون الرِّيف أشدُّ سوادا من الشَّمس . تحاول العين عبثًا أن تلتقط شيئًا آخر غير قطرات النُّور والألوان الَّتي ترتعد على حوافِّ الأهداب . تخدش رائحة النَّباتات العطريِّة العابقة، الحلق وتختنق في الحرِّ الشَّديد . لا أكاد أرى في أقصى المشهد، الكتلة السَّوداء لجبل شنوة الَّذي تمتد جذوره في التِّلال المحيطة بالقرية، ويهتزُّ بإيقاع واثق ثقيل ليتناءى ويقبع في البحر . نصل إلى القرية المُنْفَتِحَة على الخليج، و ندخل إلى عالم أصفر وأزرق، تستقبلنا فيه تنهيدة أرض الصَّيف في الجزائر، الواخزة بعطرها .