نبذة عن الكتاب

إنَّ الأبَ هوَ البطلُ في نظرِ أبنائِهِ وبناتِهِ وزَوجتِه، اخترْ أيَّ طفلٍ فقيرًا كانَ أو غنيًّا، راضيًا عنْ أبيهِ أو ساخِطًا، واسألْهُ أنْ يَختارَ مِن بينِ كلِّ الناسِ بطلًا يَتبعُهُ ويُطيعُهُ، وستجدُهُ يَختارُ بالفِطرةِ بطلَهُ: أباه» مَثَّلَ الأبُ عمودَ الخيمةِ في جُلِّ الحضاراتِ القَديمةِ والثَّقافاتِ الحَديثة، فبهِ يُجمَعُ شَملُ الأُسرَة، وبهِ أيضًا تُشتَّت، وبهِ تَنعَم، وأحيانًا تَشقى، ﻓ «الأب الغائب» مقالٌ يُناقِشُ واحدةً مِن أكبَرِ المُشكِلاتِ الاجتِماعيَّةِ الَّتِي أثَّرَتْ في المُجتمعِ المِصريِّ منذُ سبعينياتِ القرنِ الماضِي وحتَّى الآن؛ وهيَ غيابُ الأبِ عنْ أُسرتِهِ بَحثًا عنْ لُقمةِ عيشٍ لهُ ولأُسرتِه. هَكَذا هوَ «يوسف إدريس» في مَقالاتِه، تجدُ رأيَهُ يَنسابُ بينَ الحُروفِ لِيُقدمَهُ لكَ بِلا تكلُّفٍ أو تَسَلُّط، فعندَ حديثِهِ عنْ القَضايا الاجتماعيَّةِ تجدُ تَجسيدًا لمُشكلاتِكَ اليوميَّة، وعندَ مُناقشتِهِ للقَضايا السياسيةِ تجدُ حِرصَهُ على عدمِ الخَوضِ في معاركَ جَوفاء، وعندَ حديثِهِ عنْ قَضايا الوطنِ العربيِّ تجدُ ابنَ العُروبةِ البارَّ الَّذي لا يَفتأُ أنْ يَنصَحَ ولا يَجرَح، وعندَ حديثِهِ عنْ ذكرياتِهِ الشخصيةِ تجدُ نفسَكَ وقدْ غرقتَ في تَفاصيلِ حياتهِ دونَ ملَل.