الدخول التسجيل
اللغة

English Español

USD

USD CNY AED BHD EGP JOD KWD LBP QAR SAR

تحميل تطبيق تلك الكتب
الدخول التسجيل

اللغة

عملة

المركز الشخصي

الصفحة الرئيسية > بلاغة الرواية ومسارات القراءة

أضف الكتاب إلى لائحة الأمنيات

بلاغة الرواية ومسارات القراءة

المؤلف: ابراهيم خليل

الناشر: دار فضاءات للنشر والتوزيع الأردن

تاريخ النشر:  2016

9789957307592 :ISBN

اللغة: عربي

الموضوع: العامة

الحقوق محفوظة ب: Fadaat for Publishing & distribution

$11.3 USD

أشتري الآن الشراء عبر الإنترنت

امسح الكود للقراءة بتطبيق تلك الكتب

الكتاب يقرأ بالتطبيق فقط. رجاء تحميل التطبيق بعد شراء الكتاب.

نبذة عن الكتاب

إبراهيم محمود إبراهيم خليل (الأردن) ولد عام 1948 في عانين. حصل على الثانوية العامة 1966, وعلى الليسانس من الجامعة الأردنية 1970, وواصل دراسته العليا عام 1982 فحصل على الماجستير 1986, وعلى الدكتوراه 1990. عمل في التدريس والصحافة.

البلاغة بحر صاخب متعدد الألوان، غزير الإمكانات، متفاوت الاختيارات. وهي بسبب هذه الغزارة تتداخل في كثير من الأحيان مع أبواب النقد والتحليل والتأمل والتفسير والتأويل والشرح والتعليم. كما أنها قاسم مشترك بين المبدع وممارسي كل تلك المهام العقلية حيث يمتح الجميع من جماليات الإمكانيات التعبيرية المتاحة أو المحتملة، إما بقصد النظر النقدي أو بقصد الخلق والابتكار. بيد أن إقرارنا بهذه الرحابة قد يفوت علينا في عديد من المناسبات فرصة التأمل المجهري في قضية من قضايا البلاغة أو اجتهاد من اجتهادات أعلامها. لذلك يحسن في مثل هذه الأحوال العمل على تقليص مظاهر الرحابة ولو على سبيل التبسيط وتقريب المفاهيم.
ويمثل كتاب واين بوث Wayne C.Booth حول بلاغة الرواية Rhetoric of Fiction مناسبة فريدة من تلك المناسبات حيث يقدم هذا الباحث اجتهادا بلاغيا معاصرا يخص الرواية بصفة أساسية. وأظن أنها فرصة فريدة ما دام عنوان الكتاب قادرا وحده على إحداث رجة في عقلنا النقدي. وربما من أجل هذه الفرادة –وبتأثير أسباب أخرى تخرج عن نطاق هذا المقال- سنقدم على عملية التبسيط المشار إليها آنفا.
يظهر لي أن البلاغة بكل أبوابها واجتهاداتها يمكن إرجاعها إلى ثلاث حالات كبرى بغض النظر عن الاختلافات التي قد تكون ثمة حول التفاصيل والجزئيات والحالات الخاصة أو الأوضاع التي قد تتداخل فيها الأبواب البلاغية مع بعضها بعض:
1 ـ بلاغة التفصيل (أو التفاصيل):
وهي التي تهتم بدراسة أو تأمل أو تأويل الظواهر البلاغية الجزئية من حيث تقسيم البلاغة مثلا إلى بيان ومعان وبديع، أو من حيث تتبعها للأطراف المكونة للتشبيه والكناية والاستعارة، أو دراستها للأحوال الجمالية أو الدلالية للألفاظ والصور والصيغ. وسيان في هذه الحالة الدراسات البلاغية القديمة، كأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز للجرجاني والإيضاح للقزويني ومفتاح العلوم للسكاكي، أو بعض فصول شعرية أرسطو، أو الكتب التعليمية كعلوم البلاغة لأحمد مصطفى المراغي والبلاغة الواضحة، أو الكتب النقدية المعاصرة كـالبلاغة العامة لجماعة مو، أو بلاغة الصورة لفرانسوا مورو، أو بنية اللغة الشعرية لجان كوهن.
يشكل التفصيل البلاغي Détail هاجسا مؤرقا لأصحاب هذه الحالة حيث يغدو لديهم بمنزلة المنطلق والغاية، يصدرون عنه في تصوراتهم الفلسفية مثلما يتقيدون به في أهدافهم التعليمية أو تمريناتهم التوضيحية. لذلك يتم التركيز في هذه الحالة على الأمثلة البلاغية الجزئية، وأبيات الشواهد الشعرية، والأقوال السائرة، والأمثال، والجمل الحكيمة أو المتداولة مثلما هو شائع في كتب النحو والمنطق. أما الاحتفاء بالتصورات الكلية أو البناء العام للنصوص أو مجموع دلالتها الجمالية والمعنوية فلا يكاد يمثل غاية أساسية لدى أصحاب هذا النمط.
غير أن البلاغة قد تخرج أحيانا عن نطاق التفاصيل الضيقة إلى مجال أرحب تواجه خلاله تفاصيل من نوع آخر تختص بمعرفة صدق الراوي القصصي مثلا أو عدم صدقه، أو تهتم كذلك بمراتب الوصف وأنماط الرواة وما إلى ذلك من تفاصيل الرحابة المختلفة عن طلب تفاصيل المشبه والمشبه به مثلا، أو طلب الفرق بين الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية.
2 ـ بلاغة الهيكل (أو البناء):
وهي التي تهتم بدراسة أو تأمل أو تأويل الظواهر البلاغية للنصوص من حيث طرائق بنائها أو اختلاف أصناف هياكلها أو أساليب تسلسل فصولها أو أحداثها. كما أنها قد تحفل بالأجناس الأدبية نفسها من حيث تصنيفاتها وتباين أنواعها وتفريعاتها وتناسل بعضها عن بعض. إنها ليست بلاغة الجزء التفصيلي بقدر ما هي بلاغة التجريد التي تتفنن في اختصار النص الأدبي الواحد أو مجموعة من النصوص إلى أنظمة نسقية، أو وحدات وظيفية، حتى إذا كان هناك اهتمام بمظهر تفصيلي كالتشبيه مثلا فلن يكون إلا لتوكيد النظام التجريدي الشامل. من هذا القبيل عموم الدراسات البنيوية والشكلية التي اعتمدت البنية أو الوحدة منطلقا مركزيا لتصوراتها النقدية أو البلاغية. يتجلى مثال ذلك عند فلاديمير بروب في اقتراحه لعدد من الوحدات الوظيفية الجامعة لهياكل الحكايات العجيبة الروسية، وعند كلود بريمون في محاولته اختصار أنظمة تمفصل عدد من النصوص السردية في هياكل بنائية، وعند تودوروف في طموحه إلى استخلاص هيكل نحوي لحكايات الديكاميرون.
بيد أن البلاغة الهيكلية يمكن أن تبرز حتى في تلك الاجتهادات النقدية التي تقارن إمكانيات التعبير بين أجناس وأنواع أدبية، أو تتأمل طرائق التوالد التجريدي لجنس أدبي من جنس آخر. فأرسطو حينما يقارن بين التراجيديا والتاريخ أو بين التراجيديا والملحمة إنما يصدر عن تصور بلاغي هيكلي كلي لتلك الأنواع. وكذلك الشأن عند جورج لوكاش في تصوره الهيكلي الذي يرى أن الرواية الأوربية الحديثة إنما هي نسخ للملحمة الإغريقية.
3 ـ الكون الأدبي:
وهي التي تحتفي بالنص الأدبي من حيث هو كون شامل، صادرة في ذلك عن تصور كلي للإبداع. والحق أن هذا النمط من الدراسة البلاغية لا يلغي الاستفادة من الطاقات التعبيرية التي يمكن أن تتضمنها كل إمكانية بلاغية بما فيها إمكانيات التفاصيل والمجاز والجزئيات التزيينية، أو إمكانيات الهيكلة والبنية.
ومن الواضح أن الكون الأدبي مفهوم جمالي متعال، وهو لذلك يمثل معينا لا يمكن أن يمتح منه إلا صاحب التصور البلاغي الناضج، سواء تجلى ذلك في صيغة دراسة موسعة أو مقال تأملي. ويحضرني في هذا المقام تصور غاسطون باشلار في تعامله مع القضايا الشعرية كما لو كانت صورا شفافة مؤرقة لا من حيث هي تنتمي إلى جنس الشعر أو إنها مفعمة بالسمة الشاعرية؛ بل من حيث هي هموم إنسانية تتعالى عن حدود التجنيس ومعرفة أنواع الاستعارة أو عدم معرفتها. كما يحضرني أيضا تصور ميخائيل باختين في معالجته أصنافا من الروايات كما لو كانت فرصا ثمينة لممارسة نوع من التأمل الأنطولوجي في صورة الإنسان أكثر مما كانت تطبيقات شكلية أو أنساقا هيكلية.
تلك حالات ثلاث للوضع البلاغي في صيغته العامة، عرضناها على سبيل التبسيط لعلها تسعفنا في وضع كتاب واين بوث في موضعه المناسب. وبعد قراءة الكتاب لمسنا أنه بقدر ما يصبو إلى الاهتمام بتفاصيل الرحابة بقدر ما يحتفي أساسا بدراسة الهياكل القصصية. لذلك بدا لنا بجلاء إدراجه ضمن بلاغة التفاصيل الهيكلية نظرا لتركيزه على البنى وطرائق تقديم الأحداث وأنماط التواصل مع القراء وصور الشخصيات الروائية وقياس المسافات فيما بينها أو بينها وبين الواقع الخارجي بدل اهتمامه بالتفاصيل البلاغية في تحققاتها الجزئية أو بالنص القصصي الواحد في حد ذاته من حيث هو كون يحتاج إلى تأمل متعال وراجح.

قراءة مزيدا>

القراء الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضا....

لم تقم بتسجيل الدخول، الرجاء تسجيل الدخول وكتابة تعليقك 【دخول

تحميل تطبيق تلك الكتب