نبذة عن الكتاب

بدأ المسرح الحديث مع إطلالة الحداثة (Modernism) خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان هذا المسرح قد تحرر من أهم وأكبر سجونه القديمة وهو النظم الشعري، فقد كُتِبَ مع الحداثة بالنثر وظهرت ملامح شخصيته وآفاق تنوعه على مدى القرن الحداثي كله حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (1945)، حيث بدأت مرحلة جديدة بالظهور وهي مرحلة ما بعد الحداثة التي اصطدمت بشدة مع مقولات الحداثة وجاءت بمقولات وإبداعات جديدة ما زلنا نعيش انشطارها وتنوعها والجدل فيها إلى يومنا هذا.حصل هذا في الغرب، أما في الشرق عموماً أو العالم النامي والمتخلف (ومنهما عالمنا العربي) فقد سادت نزعة الاستهلاك والعيش على بعض مظاهر الحداثة الغربية، ولم يكن هذا خياراً متعمداً، بل هو سبيل لا بد منه، لأن كل ما هو خارج نطاق الحضارة الغربية لم يكن يملك جهازاً معرفياً وتقنياً يؤهل لاستيعاب الحداثة وما بعدها، إذ أن كل هذه الثقافات التي تقع خارج الحضارة الغربية هي بقايا حضارات قديمة أو وسيطة وما زالت أنظمتها قائمة على هذا الأساس أما الحضارة الغربية فهي الحضارة الوحيدة التي بُنيت على أساس العلم والفكر الحديثين اللذين شرعا منذ منتصف القرن الخامس عشر تقريباً وما زال إلى يومنا هذا يتطوران نوعياً.