نبذة عن الكتاب

منذ عتبة النص المتمثّلة في عنوان ديوان الشاعرة رجاء ضو ( أنت وكلماتي ) تضعنا في هذه المواجهة المباشرة بين عنصري هذا العمل المتخذ من الرومانسية ومعجمها المحلّق مرتكزاً له، حيث الصور والأخيلة والتراكيب كلها مرتبطة بمفردات الطبيعة والتيار الوجداني، وهما الملمحان الأكثر دلالةً على الانتساب لهذا التوجه وهذه المدرسة الأدبية الرومانسية.
غير أن هذه الرومانسية لن تنتسب إلى مدارات الطبيعة فحسب في الديوان وإنما سيكون محورها العلاقة العاطفية في تجلياتها المختلفة مع الحبيب الذي يظهر أحياناً بصورته المباشرة ويظهر في أكثر الأحايين باعتباره مخاطباً غائباً أو طيفاً يرتبط بالذكرى الماضية بما تبعثه في روح الشاعرة من رؤى مكثفة، لا تنتهي تفاصيل تواشجها مع الطبيعة؛ حتى أن هذا الحبيب يستحيل إلى عالمٍ كاملٍ موازٍ لعالم الشاعرة الواقعي في تضاعيف الذكرى وتمثّلها شاخصةً في تكاوين هذا العالم الجديد الذي تكاد تذوب روح الشاعرة وحقيقتها في عناصره وطبيعته حيث ( المطر والغيوم والشتاء والقمر والكواكب والشلالات والليل وتغريدات الطيور ) وغير ذلك من عناصر الطبيعة التي تتذاوب فيها روحها مستحضرةً عالمها الخاص الذي يعوضها الكثير من المرارات والخيبات التي وجدتها في العالم الواقعي، هنا تُخْلق العناصر المكونة لشاعرية هذا الديوان عبر تقنيتي «الانزياح» و«المعادل الموضوعي» اللتين استطاعت الشاعرة توظيفهما بمهارة تحسب لها رغم بعض هنات البدايات التي أثق أن الشاعرة رجاء ضو ستتجاوزها بمزيد من الدأب في تنمية موهبتها الفطرية والحقيقية.